2- الإمساك: الإمساك عن الأكل والشرب وعن إدخال كل ما له حجم ولو صغيرا إلى الرأس أو البطن أو الأمعاء ونحوها من منفذ مفتوح كالفم أو الأنف أو القبل أو الدبر من الفجر (أي دخول وقت الصبح) إلى غروب الشمس. ومن أكل أو شرب ناسيا ولو كثيرا لم يفطر ولو في صيام النفل لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا نسي فأكل وشرب فليتمَّ صومه فإنما أطعمه الله وسقاه" رواه البخاري. والجماع وإخراج المني بالاستمناء والمباشرة فإنه مفطر أما خروجه بالنظر المحرم أو الفكر فهو غير مفطر.
3- لما كان وقت الصيام من الفجر حتى المغرب وجب معرفة طرفي النهار على كل مكلف بالصيام. فمن أكل بعد الفجر معتقدا أن الفجر لم يطلع أي أنه لم يدخل وقت صلاة الصبح فسد صومه ولزمه القضاء وعليه الإمساك عن المفطرات باقي النهار وكذلك لو أكل قبيل قرص الشمس معتقدا أنه قد غربت الشمس ثم تبين له خلاف ذلك فسد صومه ولزمه قضاء هذا اليوم، قال تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ} البقرة. وغروب الشمس علامة على دخول الليل.
4- وكذلك يجب على المسلم الثبوت في الإسلام على الدوام في رمضان وغيره. فيجب عليه تجنب الوقوع في الكفر بأنواعه الثلاثة:
أ- الكفر الاعتقادي: كمن يعتقد أن الله جسما أو ضوء أو روحا أو ينكر فرضية الصلاة أو الصيام أو يستحل شرب الخمر.
ب- الكفر الفعلي: كرمي المصحف في القاذورات.
ج- الكفر القولي: كمن يسب الله أو يسب نبيا من الأنبياء أو ملكا من الملائكة أو يستهزىء بالصلاة أو الصيام أو أحكام الدين.
إن استمرار إيمان الصائم شرط لصحة صيامه، والكفر مبطل للصيام. فمن وقع في الكفر وهو صائم فَسَدَ صومه وعليه العود فورا إلى الإسلام بالنطق بالشهادتين والإمساك بقية النهار احتراما للصيام ثم قضاء هذا اليوم بعد رمضان.
من مفسدات الصيام
يفسد صيام رمضان:
1- بالأكل ولو قدر سمسمة أو أقل عمدا غير مكره عالما بالتحريم وبالشرب ولو قطرة ماء أو دواء.
2- وبالقطرة في الأنف والأذن وكذلك الحقنة في القُبُل. وعلى قول في المذهب الشافعي القطرة في الأذن لا تفطر أما القطرة في العين فهي غير مفطرة. والإبرة في الجلد لا تفطر.
3- ويفسد الصيام بالجماع نهارا عامدا باختياره ذاكرا للصيام ولو لم ينزل المني.
4- وإذا طرأ على المرأة حيض أو نفاس ولو قبيل المغرب بقليل أفطرت.
مما يستحب في صيام رمضان
ويستحب في الصيام أشياء منها:
1- تعجيل الفطر إذا تحقق غروب الشمس لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" رواه البخاري. ويستحب القول عند الافطار "اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت".
2- تأخير السحور إلى آخر الليل وقبل الفجر ولو بجرعة وماء.
3- كما يندب كثرة الجود وصلة الرحم وتلاوة القرآن والاعتكاف في المسجد لا سيما في العشر الأواخر من رمضان، وأن يفطِّر الصائمين. وإن شتمه سفيه فليقل إني صائم.
4- ويتأكد في حق الصائم صون لسانه عن الغيبة والنميمة والكلام البذيء وغير ذلك من الأمور المحرمة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع" رواه ابن ماجه. فإن بعض الكبائر تذهب ثواب صيام هذا اليوم، فالذي لا يتورع عن النميمة والغيبة والشتم بغير حق وشهادة الزور أذهب ثواب صيام يومه.
أخي المسلم، اعلم أن الصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى أهون من الصبر على عذابه.
وليكن لك في شهر رمضان محطة للتزود بصالح الاعمال فإنّ خير الزاد التقوى.
أخي المسلم، قل كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم كما كان يقول بعد إفطاره: "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى، الحمد لله الذي أعانني فصُمْتُ ورزقني فأفطرت اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبل منا إنك السميع العليم